اليوم الدولي لمحو الأمية 8سبتمبر

اليوم الدولي لمحو الأمية 8سبتمبر

Ramz

اليوم الدولي لمحو الأمية 8سبتمبر

اليوم الدولي لمحو الأمية 8سبتمبر


Ramz
أيلول 2021 — 540 views
2021م
Publishing Date : 08 أيلول, 2021 09:19:29

يحتفل العالم في اليوم الثامن والتاسع من شهر سبتمبر بالتعليم حيث تم تخصيص اليوم الثامن من شهر سبتمبر كيوم عالمي لمحو الامية وفي اليوم التاسع لحماية التعليم من الهجمات باعتبار محو الامية بوابة التعليم وحماية التعليم من الهجمات هام لاستمرار مرافق التعليم في العمل دون مهددات ..

يحتفل العالم بهذه المناسبات الهامه ليتم تقييم التطور الذي تم واعداد خطط مستقبلية وفقا للقدرات والامكانيات المتاحة ومنح التعليم أولوية في خطط جميع دول العالم المتقدم او التي ترغب في تطوير شعوبها باعتبار التعليم ركيزة هامه لبناء دول ومجتمعات متطورة ..

ويعتبر التعليم الجيد من ضمن اهداف التنمية المستدامة الذي توافقت عليها دول العالم ضمن اجندة 2030م بمعنى انه بحلول العام 2030م سيتم تحقيق هذه الأهداف وتم تخصيص الهدف الرابع من اهداف التنمية المستدامة للتعليم الجيد واهم بوابة التعليم الجيد هو محو الامية لأنه لا يمكن ان يتم تحقيق التعليم لشعب لا يعرف القراءة والكتابة فكيف ستكسب معارف ومهارات التعليم كما ان منشآت التعليم هامه جداً لضمان الحق في التعليم الجيد باعتبارها الأماكن المخصصة للتعليم لذلك يستلزم حماية أماكن ومنشآت التعليم بشكل عام من أي هجمات او اعتداءات مباشرة او غير مباشرة سواء في حاله الحرب او السلم .

حيث أوضحت الأمم المتحدة أهمية محوالامية الذي يحتفل العالم باليوم الدولي لمحو الأمية في 8 أيلول/سبتمبر من كل عام، ويُعد فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم. وقضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

وتعزز أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة — التي اعتمدتها المنظمة في أيلول/سبتمبر 2015 — هدف الحصول على التعليم الجيد وفرص التعلم في أي المراحل العمرية. كما أن غاية من غايات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة هي ضمان تعلم الشباب المهارات اللازمة في القراءة والكتابة والحساب، وإتاحة فرصة اكتسابها أمام البالغين ممن يفتقدون إليها.

وكانت يونسكو أعلنت في دورتها الرابعة عشر في أثناء مؤتمرها العام الذي عقد في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1966 يوم 8 أيلول/سبتمبر من كل عام يوما دوليا لمحو الأمية بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية القرائية للأفراد والمجتمعات ولتوكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.

وجاءت فكرة هذه المناسبة الدولية نتاج فعاليات المؤتمر العالمي لوزراء التربية الذي عقد بشأن محو الأمية في العاصمة الإيرانية طهران في يومي 18 و 19 أيلول/سبتمبر 1965.

وخلُص التقرير الختامي للمؤتمر إلى: ’’ضرورة تغيير السياسات الوطنية التعليمية لتحقيق التنمية في العالم الحديث، واستقلال عدد كبير من البلدان، والحاجة إلى تحرر الشعوب تحررا حقيقا، ولضمان المشاركة الفاعلة والمنتجة في الجوانب السياسية والاجتماعية و الاقتصادية للمجتمع الإنسان، خصوصا في ظل وجود مئات ملايين البالغين من الأميين في العالم‘‘.

وينبغي أن تُتيح النظم التعليمية التدريب التعليمي لتلبية حاجات الأجيال الشابة التي لم تدخل معترك الحياة بعد، وأجيال البالغين التي لم تستفد من الحد الأدنى الأساسي من التعليم الابتدائي.

وينبغي أن تشتمل خطط التعليم الوطنية مفاهيم التعليم للأطفال وتدريب محو الأمين للبالغين بوصفهما عنصرين متوازيين.

ومنذ الاحتفاء بأول يوم دولي لمحو الأمية في عام 1967، لم تزل الاحتفالات تقام في كل أرجاء العالم حيث يتاح للبلدان والشركاء الدفع قدما بجدول الأعمال الخاص بمحو الأمية على الصعد الوطنية والإقليمية والوطنية

و بتاريخ 29 أيّار/مايو 2020، اعتمدَت الجمعية العامّة للأمم المتّحدة بالإجماع قرارًا أعلنت فيه التاسع من أيلول/سبتمبر يومًا دوليًا لحماية التعليم من الهجمات و يهدف هذا اليوم الدولي إلى تسليط الضوء على "المحنة التي يمرّ بها أكثر من 75 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين سنّ 3 و18 عامًا في 35 دولة من الدول المتضرّرة بالأزمات"، والتشديد على "حاجتهم الماسّة للدعم في مجال التعليم"، والتعبير عن الاستياء "من تصعيد الهجمات على المؤسّسات التعليمية وعلى الطلّاب والموظّفين فيها، في انتهاكٍ للقانون الدولي الإنساني"...

معظم دول العالم تطورت وتقدمت في مجال محو الامية ولم تعد الامية عندهم هي عدم معرفة القراءة والكتابة فقد تجاوزها واصبح الجميع يعرف القراءة والكتابة وانتقلوا الى مرحلة محو امية التعامل واستخدام التقنيات الحديثة وبرامج أجهزة الكمبيوتر ونحن في اليمن مازلنا في مربع محو التعليم الكتابة والقراءة والذي عادت الامية للانتشار بشكل خطير يهدد مستقل اليمن وتقلصت جهود محو الامية بشكل كبير ..

وبالرغم من ان الدستور اليمني نص في اكثر من مادة على التعليم واهميته في اليمن الا ان واقع التعليم في اليمن متدهور بشكل مريع ..

حيث نصت المــادة(32) من الدستور اليمني على :

(التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية اركان اساسية لبناء المجتمع وتقدمه يسهم المجتمع مع الدولة في توفيرها )

حيث اعتبر الدستور اليمني التعليم ركن أساسي لبناء المجتمع وأوضح أهمية التكامل بين المجتمع والدولة لتقديم التعليم

كما أأكد على التعليم الدستور اليمني في المــادة(54) من الدستور اليمني التي نصت على :

(التعليم حق للمواطنين جميعا تكفله الدولة وفقا للقانون بأنشاء مختلف المدارس و المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليم في المرحلة الاساسية الزامي وتعمل الدولة على محو الامية وتهتم بالتوسع في التعليم الفني والمهني كما تهتم الدولة بصورة خاصة برعاية النشء وتحميه من الانحراف وتوفر له التربية الدينية والعقلية والبدنية وتهيئ له الظروف المناسبة لتنمية ملكاته في جميع المجالات ))

وفي هذا النص الدستوري اعتبر التعليم حق لجميع المواطنين وأوضح واجب الدولة في محو الامية وانشاء المدارس والمنشأة التعليمية وبما يكفل لجميع الموطنين حق التمتع بحقهم الدستور في التعليم.

ورغم تلك النصوص الدستورية الواضحة عن حق المواطنين في التعليم وواجبات الدولة في كفاله هذا الحق الا ان الشعب اليمني يعاني من إعادة انتشار الامية بشكل كبير جداً في جميع محافظات اليمن بسبب الحرب المدمرة المنفلتة حيث توقفت معظم مرافق ومؤسسات التعليم في اليمن بسبب الهجمات المتكررة على منشأة التعليم بالرغم انها ضمن منشأة المدنية المحمية وفقا للقانون الدولي الإنساني ( قانون الحرب ) حتى منشأة التعليم التي لم يتم استهدافها بهجوم عسكري تم تعطيلها واستهدافها عن طريق توقيف مرتبات ومستحقات كوادر التعليم ونفقات تشغيل مؤسسات التعليم و اختفاء الكتب المدرسية بسبب توقف طباعته وان تم طباعته يتم للبيع التجاري الذي لا يستطيع المواطن اليمني شراء تلك الكتب بمبالغ باهضه خصوصاً في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتوقف المرتبات .

رغم كل تلك الكوارث التي تعرض لها التعليم في اليمن الا ان نبض التعليم مازال موجود وان كان بضعف كبير ومازالت هناك فرصة لإعادة التعليم الى الوضع الطبيعي وتحريك عجلة التعليم في اليمن دون توقف ولكن بمعالجات هامه نورد أهمها :

1-صرف جميع مرتبات كوادر التعليم في اليمن باستمرار ودون انقطاع مع مراعاة القوة الشرائية للعملة الوطنية وتدهورها بنسبة تزيد عن 300% ورفع تلك المرتبات بما يتوافق مع تدهور العملة الوطنية

2- ترميم وإعادة تأهيل جميع منشأة التعليم التي تم استهدافها من الحرب ومنحها أولوية في أي مخصصات مالية او مساعدات دولية باعتبار التعليم لا يقل أهمية عن الإغاثة الإنسانية وإعادة تأهيل منشأة التعليم لتعود للعمل دون انقطاع ..

3-تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جميع وقائع الاستهداف العسكري منشأة التعليم واستكمال الإجراءات القانونية فيها باعتبارها منشأة مدنية محمية وفقا للقانون الدولي الإنساني واستهدفه جرائم ومخالفات لضوابط ومحددات القانون الدولي الإنساني

4-اصدار قرارات من مجلس الامن الدولي تندد باستهداف منشأة التعليم في اليمن و تتضمن تلك القرارات إجراءات وقائية للحد من استمرار استهداف منشآت التعليم والتحقيق في وقائع استهداف منشأة التعليم ..

5-تخصيص نسبة مئوية من المبالغ الممنوحة لشعب اليمني كمساعدات ليتم تخصيصها لقطاع التعليم على الأقل نسبة 25% وتعزيز الشفافية الشاملة في تلك النسبة .

6-تعزيز الشفافية الشاملة في جميع المبالغ المخصصة للتعليم في اليمن سواء كانت رسمية حكومية او خاصة او مساعدات واغاثة إنسانية ونشر التقارير المالية التفصيلية لها واتاحتها للشعب اليمني باللغة العربية واخضاعها للنقد البناء والدراسة المستقلة وفتح تحقيق شفاف في أي وقائع فساد او اختلال في تلك المخصصات المالية وتوقيفها واحالة مرتكبيها للمحاكمة المستعجلة وإصدار احكام رادعة وتنفيذها

7-تفعيل صندوق دعم التعليم كمورد وطني يضمن استدامه دعم التعليم وعدم الاتكال بشكل كامل على الدعم الدولي المتقطع واهمية تعزيز الشفافية الشاملة في إيرادات ونفقات صندوق التعليم ونشر تقارير شهرية عن الصندوق وموارده وإتاحة تلك التقارير للشعب اليمني باعتبارها أموال عامه .

8- تحييد التعليم عن الحرب في اليمن وفقا لمحددات وضوابط عامه بتعليم عام لجميع الشعب اليمني دون تمييز ولا استثناء وان تكون مناهج التعليم ملبية لاحتياجات الوطن والشعب بعيداً عن التفرقة والصراع

9-تفعيل كلستر التعليم في اليمن ( كتله تنسيق ) لتعزيز التنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة بالتعليم من جهات رسمية ومجتمع مدني وقطاع خاص ومنظمات دولية .

10-إعادة تشغيل كافة مطابع الكتاب المدرسي في جميع محافظات اليمن للعمل بأقصى طاقة استيعابية لها وتوفير المواد الورقية ونفقات التشغيل لتلك المطابع وصرف الكتاب المدرسي للطلاب مجانا

11-تشكيل لجنة موحدة لإعادة صياغة مناهج التعليم في اليمن ومنع أي تعديل في تلك المناهج وبما لا يتعارض مع التوجيهات العامة لعموم اليمن وسيادة الوطن واستقلاله وبما يضمن تعليم مستقل عن أي توجهات خاصه .

12-ضبط رسوم التعليم الخاص في اليمن وبما يحقق التعليم كخدمة وطنية لا مشاريع استثمارية باعتبار التعليم الخاص له دور تكميلي للتعليم العام .

13- استمرارية جهود تطوير مهارات ومعارف الكادر التعليمي في اليمن وبما يعزز من جودة مدخلات ومخرجات التعليم .

14- إعادة تفعيل مراكز محو الامية في عموم اليمن ومنح تلك المراكز أولوية في أي مخصصات مالية رسمية او خاصة او مساعدات دولية

15- تشجيع المرأة اليمنية للانخراط في التعليم ومحو الامية وتعزيز مبادئ المساواة مع اخيها الرجل للحصول على الحق في التعليم مع منح المرأة تمييز إيجابي لتحفيز التحاقها بالتعليم .

وفي الأخير :

نؤكد على أهمية إيلاء التعليم في اليمن أهمية واولوية وخصوصاً محو الامية باعتباره بوابة التعليم وكذا تعزيز حماية مرافق ومؤسسات التعليم والحد من استهدافها بشكل مباشر او غير مباشر وبما يضمن استمرارية واستدامة التعليم باعتباره من اهم اهداف التنمية المستدامة فلا تنمية مستدامة دون تعليم جيد كون الجهل من اخطر مهددات المجتمع كونه يعزز من الصراع وتدمير الأوطان كلما كان الشعب متعلم كلما كانت فرصة نهضته افضل واقرب وكلما كانت لغة السلام اكثر فهماً ووضوحاً .

وفي هذا الاطار نأمل ان تقوم الجهات الرسمية بالتعاون مع المجتمع المدني في اليمن وبالتنسيق والتعاون مع المنظمات والجهات الدولية ان يقوم الجميع بتعزيز الخطوات الإيجابية لضمان استمرار التعليم دون توقف وان يتم التقييم الجاد والمهني والمسؤول وتحديد مسببات عرقلة التعليم والشروع في معالجات فورية وسريعة لإعادة قطار التعليم للتحرك في جميع محافظات اليمن ومنح التعليم أولوية في أي مخصصات مالية من مصادر حكومية او القطاع الخاص او المساعدات الإنسانية باعتبار التعليم لا يقل أهمية عن الغذاء والدواء .

ما اوردناه في هذه الدراسة الموجزة من مقترحات لمعالجات اختلالات ومعيقات التعليم في اليمن نعتبرها بلاغ للجهات الرسمية والمجتمع المدني في اليمن والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وخصوصا اليونسكو واليونيسيف باعتبارهما المنظمات المختصة والمعنية بالتعليم وتظافر جهود الجميع لتحقيق التعليم في اليمن وإعادة انطلاق قطار التعليم دون توقف ولا انقطاع والاهتمام بشكل اكبر بجهود محو الامية وحماية مؤسسات التعليم من الاستهداف المباشر او غير المباشر وحسبما اوضحنا ذلك تفصيلاً في دراستنا الموجزة .

ونؤكد بأن محو الأمية وحماية التعليم أولوية لتنمية مستدامة ونهضة اليمن.





عبدالرحمن علي علي الزبيب

Start writing here...